آخر تحديث :السبت - 07 سبتمبر 2024 - 06:18 م

التيار الإسلامي الوسطي.. التنوع والأمان والإستقامة ..!!

الجمعة - 02 فبراير 2024 - الساعة 09:01 م

إبراهيم ناصر الجرفي
بقلم: إبراهيم ناصر الجرفي - ارشيف الكاتب


العديد من المسلمين نتيجة عدم اهتمامهم بالبحث والقراءة ' لا يعرفون الكثير عن المنهج الإسلامي الوسطي ، ما ترتب عليه إبتعادهم عن إنتهاج التوازن والاعتدال في عباداتهم وأخلاقهم وأفعالهم وتصرفاتهم ' والإنزلاق في متاهات التطرف والتعصب والتشدد والغلو والإفراط ' أو في متاهات الإنحلال والتفريط والتهاون ' ما يدفعنا إلى تسليط الضوء عن هذا التيار الإسلامي الصاعد والواعد بالخير ، والقادر إلى إعادة التوازن في حياة الشعوب العربية والإسلامية على كل المستويات وفي كل المجالات ، وفي ذلك يقول الدكتور يحيى الخزان " خلق الله تعالى كل شيء وأحصى وأحاط بكل شيء ووسع كل شيء رحمة وعلما ' وظاهرة التوازن واضحة في الكون كله بما يحويه ' لذلك جاء نظام الإسلام ومنهجه للحياة معتمداً على التوسط والتوازن " ، والوسطية هي من أهم خصائص الدين الإسلامي ' وفي ذلك يقول الدكتور محمد عمارة " وسطية الاسلام الجامعة هي :- من أهم خصائصه التي جعلته دين الفرد والأمة والأنسانية ... دين الدنيا والآخرة دين التكاليف الفردية والاجتماعية ' دين العقل والنقل والتجربة والوجدان ' دين الروح والجسد ' دين الشعائر والعبادات والقيم والدولة والسياسة والاجتماع والاقتصاد والقانون " ..!!

ويقول الدكتور أمين نعمان الصلاحي " مفهوم الوسطية يقوم على ركنين أساسيين هما :- الخيرية وما في معناها كالعدالة والأفضلية ' -- والبينية ويقصد بها الأمر الواقع بين طرفين متقابلين " .. وجاء في كتاب المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة للدكتور عبدالمنعم حفني " وسطية الإسلام تيار فلسفي إسلامي تجتمع فيه السلفية والتجديد والثوابت والمتغيرات ... والوسط هو دائماً الأجود ' وكانت الفضيلة عند أرسطو وسطاً بين طرفين أحدهما إفراط والآخر تفريط ... والوسطية هي القمة العليا والدرجة الأولى ' ولهذا كان المثل الدارج يقول خير الأمور أوسطها " ، وعرفها الدكتور يحيى الخزان " الوسطية تعني التنوع وليس الانحصار والانغلاق على فكر وحيد ' وهي لا تعني الرفض والتشاؤم والاتهام وسوء الظن ... وتمثل الأمان حيث تبتعد بالانسان عن الخطر بالتوسط في شئون حياته ' فهي دليل القوة ومركز الوحدة ' ونقطة التلاقي لجميع الأطراف ' وهذا ينطبق على جميع الجوانب سواء كانت مادية أو معنوية أو فكرية ' فالتوسط والاعتدال طريق الوحدة الفكرية وهو مركزها ومنبعها ... والوسطية تعني العدل ' قال تعالى (( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً )) ' وتعني الاستقامة قال تعالى (( اهدنا الصراط المستقيم )) ' أي استقامة المنهج والبعد عن الميل والانحراف ' فالوسطية هي الصراط المستقيم " ..!!

ويقول الدكتور موفق العطار " في الحقيقة الوسطية الاسلامية مدرسة فكرية قائمة بذاتها مبنية على :- -- أسس عقائدية سليمة واضحة وأصيلة تجمع ولا تفرق -- تبتعد عن الغلو -- ترفض الشطط في التأويل والتفسير وتدعوا إلى التفسير العقلاني للنص القرآني -- تربط بين الدنيا والآخرة -- لا تقبل بإلغاء التراث ولا تلتزم بتقديسه -- تجمع بين السلفية والتجديد -- تستلهم من الحاضر تطلعات المستقبل -- تقبل الاجتهاد البعيد عن التحجر والبعيد ايضا عن التفلت -- ترفض الجمود والوقوف عن الحركة -- لا إفراط ولا تفريط ولا إسراف ولا تقتير " ، ويقول الدكتور الصلاحي " الوسطية تحافظ على الدين من تحريفات أهل الغلو والتنطع وانتحال أهل التهاون والتمتع ... وتدعوا إلى التحصين والترشيد والتصويب ' إن على مستوى الفكر أو التصورات أو على مستوى السلوك والتصرفات " .. ويقول الدكتور علوي عبدالله طاهر " الوسطية تحمي الاسلام من الوقوع في براثن الغلو والارهاب " .. والمفكر الاسلامي الغزالي يقول " الوسطية تحقق التوازن والاعتدال بين الاجسام والارواح والماديات والمعنويات والعقيدة والدولة .. وتوائم بين جميع الأطراف والبيئات المختلفة " والدكتور عبدالله الرشدان يقول " الوسطية تعمل على إصلاح الروح وتطهيرها ' لا لإرهاق الجسد وتسخيره قال تعالى (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم )) ..!!

وللمنهج الإسلامي الوسطي الكثير من الخصائص منها :- الالتزام بمبدأ التيسير والابتعاد عن مبدأ التعسير .. قال تعالى (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) .. --- احترام إرادة وتفكير الانسان قال تعالى (( لا أكراه في الدين )) '(( وما أرسلناك عليهم وكيلاً )) ' --- التوازن بين العواطف والانفعالات الدينية قال تعالى (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم )) --- حماية السلوك الانساني من الانحراف --- تحقيق التوازن بين عالم الغيب والعالم المادي المحسوس --- تحقيق التوازن بين أشواق الروح ومتطلبات الجسم واحتياجاته قال تعالى (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) ) --- تحقيق التوارن بين متطلبات الدنيا ومتطلبات الآخرة ' قال تعالى (( وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا )) ..!!