آخر تحديث :الجمعة - 13 سبتمبر 2024 - 02:38 ص

لا عليك يا خالد!

الجمعة - 12 أبريل 2024 - الساعة 09:14 م

علي العمراني
بقلم: علي العمراني - ارشيف الكاتب


استنكر الناس أول أمس "تنمر" الإنفصاليين على الدكتور رشاد العليمي، وهو الذي خلافنا معه يتركز حول الإذعان للإنفصاليين، ومن يقف خلفهم، وتحقيق ما يرغبون، في الخطاب والمواقف والسياسة، وفي التعيينات، بما يخدم مشروعهم في تقزيم وتقسيم اليمن.

لكن "تنمر" الحوثة على الأستاذ خالد الرويشان، كان مفرطاً بالعنجهية والتجبر والغطرسة والتهديد والوعيد والفجور، بما لا يقارن، بسبب منشور من ثلاثة سطور!

مثل كثيرين، يعيش الأستاذ خالد الرويشان تحت سلطة الحوثيين وحرابهم، مثل الأسير، منذ حوالي عشر سنوات، ولا يملك سوى قلمه.

ولو يملك الحوثيون عقلاً، لاستفادوا من انتقاداته وملاحظاته القيمة، مهما كانت حدتها، ولغيروا وبدلوا وأصلحوا ، وهكذا تفعل السلطات الطبيعية الجديرة بالإحترام، حيث يحكم العقل، وتسود تقاليد الحكم الرشيد الذي يكتب له البقاء والإستمرار. ولكنهم الحوثة؛ الدبور والغرور والجنون والنكبة على أنفسهم وعلى البلد.

لعل التجبر والعنجهية والغطرسة والقهر والتعالي العنصري، هي التي جعلت أحرار اليمن يواجهون الإمامة في الستينات بلا هوادة حتى النصر، بعد الفشل في مناسبات سابقة.

قال حسن العمري، في اواخر الخمسينات، والقيد في ساقيه : "توبة" فيكم يا بيت حميد الدين! ومعروف بعد ذلك دور ذلك البطل السبتمبري الشجاع. وتحققت فيه نبوءة الشهيد محمد محمود الزبيري : إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنتقم!

في حضور حفيده عمر وإبني حمدان، سألت المرحوم السفير أحمد المتوكل، وهو أحد ثوار سبتمبر البارزين، لمَ لم يعطوا البدر فرصة؛ لعله يغير ويبدل؟ فقال : كانت الثورة سيلاً جارفاً، لا يستطيع إيقافها شيء، ولا أحد.

عندما يأتي السيل الجارف الكبير فهو يعرف طريقه، ولا يستطيع أن يوقفه أحد، وهو سيأتي، اضطراراً وحتماً وضرورة حياة وكرامة، والدواعي واضحة وعديدة في سلطة الحوثيين المارقة المتجبرة، والسماء ترجى حين تحتجب.

وواضح أن البدر، الذي حكم أسبوعاً، دفع ثمن التجبر والغطرسة والقهر الذي مارسه أسلافه، ودفعت اليمن معه ثمناً باهظاً، ولكن عن طيب خاطر .

لكن الساسة الأغبياء (كنت أود استخدام تعبير آخر أقسى ومستحق!) فرطوا في 2014، لتعود الغطرسة والعنجهية والحقد والتجبر والخراب والضياع مع الإمامة، ولكن إلى حين، لأن فرصة الإمامة الفاشية العنصرية في القرن الواحد والعشرين يجب أن تكون أقل من سابقاتها.

لا عليك يا خالد، واليمن في قلبك، وقد جمعت العز من أطرافه؛ فخولان آباؤك والبيضاء أخوالك ،والإمامة تعرفهم جيداً ويعرفونها.

وصبراً صبرا!